إكشفي الكذّاب من لغة جسده
المصدر : جريدة الجمهورية
هذا زميل يتفوّه بكذبة بيضاء ليغطّي إهماله في العمل، وذاك جار يؤلّف مسرحية من الأكاذيب ليمنح نفسه الأهمية، فيسرد أقاصيص محض خيالية تروي انجازات لم يحققها يوماً… وهناك حبيب مزّيف، يريد الإيقاع بفتاة أعجبته، فينسج لها روايات الحبّ ممزوجة بفيض مشاعر وهمية ومديح مبالغ به، بهدف حملها إلى «سابع سماء»، قبل أن يرميها من فوق لتكتشف أنّه بنى لها قصوراً من الكلام الفارغ. فكيف يمكن كشف الأكاذيب؟
المجاملة، إخفاء الشعور بالمرض والألم عن المقرّبين، أو حتّى الكلمات الرقيقة لشريك الحياة، إضافةً إلى الأكاذيب الكبيرة التي تخفي نيّةً بالسرقة أو الغدر… كلّها تُرسل مؤشرات من خلال لغة الجسد. فالكاذب عادةً ما يتحدّث بصوت مرتفع بعض الشيء، كما أنه مستعدّ دوماً لتغيير موضوع الحديث.
إنّها حركات الكاذب!
يؤكد خبراء تحليل لغة الجسد أنّ الشخص الكاذب عادةً ما يلمس فمه أو رقبته أو يحكّ أنفه بشكل متكرّر. ويمكنكِ أن تعرفي ما إذا كان أحد الأشخاص يكذب عليكِ، إذا لاحظتِ أنّه يتكلم بشكل أكثر من المعتاد ويدخل بشكل متعمّد في تفاصيل غير جوهرية، بالإضافة إلى استخدامه بعض النكات أو التعبيرات الساخرة، كطريقة لإبعاد الانتباه من الموضوع الأساسي.
طريقة الإجابة على بعض الأسئلة قد تشير أيضاً إلى صدق أو كذب المتحدّث، فالشخص الذي يكذب غالباً ما يستخدم نفس تعبيراتكِ بشكل متكرّر للإجابة على سؤال معين. مثلاً إذا سألتِ أحدهم «هل صدمتَ جدار بيتي بسيارتكَ؟»، يجيب الكاذب غالباً بجملة: «لا لم أصدم جدارَ بيتكِ بسيارتي»، بدلاً من أن يقول: «لا لم أكن أنا».
وهناك حيلة أخرى قد تساعدكِ على معرفة مدى صدق أو كذب أحدهم، وتتمثل في تغيير الموضوع، فالشخص الذي يكذب يستجيب سريعاً لهذا التغيير ويشعر بالارتياح. أمّا الصادق، فيُصيبه التغيير في موضوع الحوار بالارتباك، وغالباً ما يحاول العودة للموضوع القديم سريعاً.
اكتشاف كذب الحبيب
هناك ما يُسمّى «الأكاذيب البيضاء» في العلاقات العاطفية. فالإجابة على أسئلة من نوع: «هل أبدو سمينة في هذا الفستان؟»، أو «فيما تفكّر الآن؟» لا تحتاج لـ«صراحة تامة» في رأي الكثير من الأزواج والزوجات.
وفي هذا السياق رصد ثلاثة من عملاء جهاز الاستخبارات الأميركية في كتاب لهم، بعض العلامات التي تُثبت تهمة الكذب بين الأزواج، ومن بينها التركيز على عامل السرعة.
ويرى الخبراء، أنّ المخّ البشري يحتاج على الأقل لخمس ثوانٍ لترتيب الأكاذيب. وبذلك فإنّ تردّد شريك أو شريكة الحياة أو شعوره بالارتباك فور طرح أحد الأسئلة عليه قبل أن يجيب بهدوء، ربّما يؤشّر الى عدم صدق الإجابة.
الكلمات المنمّقة والجمل الطويلة قد تشكّل أيضاً دليلاً على الكذب، فالإجابات الصريحة غالباً ما تكون قصيرة وحاسمة. وبذلك، لا يجب أن تشعري بالغضب إذا اقتصرت إجابة زوجكِ على كلمة «نعم» فقط، حين تسألينة «إذا كان هذا الفستان يناسبكِ». فالإجابات الصادقة لا تحتاج لشرح طويل!